مقترحات وحلول للمشكلات اللغوية بمؤتمر مجمع اللغة العربية

د.صالح بلعيد عضو المجمع المراسل من الجزائر
د.صالح بلعيد عضو المجمع المراسل من الجزائر

واصل مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة د. عبد الوهاب عبدالحافظ رئيس المجمع، انعقاد جلساته تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات، واقتراحات، وحلول"؛ حيث ناقش أعضاء المؤتمر فـي جلسته المغلقة المواد المقدمة من حرفي (الطاء والظاء) من المعجم الكبير.

وفـي جلسته العلنية التي رأسها وأدارها د. محمود كامل الناقة عضو المجمع ألقى د.صالح بلعيد عضو المجمع المراسل من الجزائر بحثًا بعنوان "أفكار في عنوان مؤتمر المجمع: اللغة العربية وتحديات العصر" وهذا موجز لأهم ما ورد فيه من مقترحات وحلول للمشكلات اللغوية الموجودة على الساحة:

يصعب الفصل بين المُقترحات والحلول، ويتكامَلان في مُقترح فكرة/ مُشكلة لا تأتي –في العادة- إلاّ بناء على تصوّر حلّ، وقد يأتيان لتأديّة غرض واحد، ولهذا لم أفصّل بينهما، وغايتي هنا اقتراح بدائل مُمْكنة التّطبيق حالة وجود القيادة الرّياديّة المُعبّرة عن طموح الأمّة العربيّة التي لها مُؤسّساتها المَجمَعيّة، وهي صاحبة القرار في الشّأن اللّغويّ. وأسعى مِن خلال هذه المُقترحات إصابة المَفصل بضرورة مُتابعة مُخرجات هذا المُلتقى المَجمَعي، وتقديم المُقترحات لصاحب الحلّ وهو على بعد أمْتار مِن مَقام صاحب القرار السّيد الأمين العامّ لجامِعة الدّول العربيّة (أحمد أبو الغيط) لِيَعْرِضَها بدوره في القمّة العربيّة القادمَة، ويكون ذلك مِن وخز الضّمير لمَسؤولينا في دُوَلِنا العربيّة بأنّ القرارات المَطلوبة تجاه العربيّة لا تنال مَوقعها التّنفيذيّ، وأين مُخرجات القرارات السّابقة في هذه المَسألة. وفي ذات الوقت الدّعوة إلى استصدار قانون مُلزم في قرارات تعميم استعمال العربيّة في العلوم وفي التّكنولوجيّة والهندسة تُتابعه لجنةٌ عربيّةٌ تزور الدّول المُنضويّة تحت إمْرة جامِعة الدّول العربيّة بخصوص تطبيق القرارات. هو الحجر الأساس أيّها المَجمَعيّون، واخرجوا للواقع، والكثير مِن المُتابعين يقولون لنا "اخرجوا مِن أبراجكم العاجيّة... اخرجوا مِن سياسات لغويّة حبيسة الأدراج في نفق دامِس مَسدود... العربيّة في وادٍ وأنتم في وادٍ... اخرجوا مِن لغة الكتاب إلى لغة الشّباب... كفانا يجب الذي يجب... فأين مَحلّكم مِن الإعلام الهجين ومِن فَقْر التّعلّم، ومِن لغة عرجاء نسمَعها في لغة التّلميذ، وأين البحث العلميّ، وما مَوقعكم مِن تلك الشّهادات التي تُقدّم وليست في مُستوى الحصيلة اللّغويّة... اللّغة العربيّة التي تُعلّم في المَدارس بعيدة عن اللّغة العربيّة المُتداولة في الحياة اليومِيّة، ولا نجدها إلاّ في ما كتبه القدماء، ويطغى عليها التّكلّف.." كلام كثير يُقال، وكان الأحرى بنا أن نُعالج المَسائل ونرفع التّوصيات إلى مَسؤولينا، ونعلن الخطر الذي يُداهم العربيّة وإنّ العربيّة في خَطَرٍ وخَطَرٍ وخطرٍ. وهكذا إخواني أقترح بعض الحلول التي بصُرت بها في صورة إبراقيات عساها تنال رضاكم، وهي:

5/1ـ الدّعوة إلى ربط اللّغة العربيّة بالسّياسة، ولا يمْكن تحسين الوضع اللّغويّ إذا كان صاحب القرار لا يعضد إنتاج الأفكار، وقال (مُحمود فهمي حجازي) "إنّ مَن ظنّ أنّ اللّغة العربيّة شيء والسّياسة شيء آخر فقد وضع نفسه خارج مَنطق التّاريخ. إنّ المَسألة اللّغوية قائمَة في جوهر التّصوّر السّياسيّ مِن حيث هي إدارة حياة النّاس في مَعاشهم وفي إنجازاتهم". ولهذا فالسّياسة هي الدّولة، والدّولة هي المُؤسّسات المَدرسيّة. كما يُعدّ ربطُ اللّغة العربيّة بالسّياسة مِن القضايا الاستراتيجيّة التي تمُسّ الأمْن الثّقافيّ والحضاريّ للأمّة، إن لم نقل إنّها مِن أشدّ الأسلحة الإيديولوجيّة ضراوة. إنّها العربيّة التي تجب المُحافظة عليها باعتبارها القلعةَ الحصينةَ للذّود عن الهُويّة والوَحْدة القومِيّة، ولا يناظر جبروت اللّغة إلا حُنوِّها كحُنوّ الأمّ على أولادها. 

5/2ـ البحث في آليات تمْكين العربيّة لمَوقعها الاستراتيجيّ؛ بوضع سياسة دعم قويّة لتنافس اللّغات الأجنبيّة في مَراحل التّعليم المُبكّر، وتأهيل مُعلّميها بشكل يخدم تعزيز الوعي اللّغويّ والانتماء إلى الأمّة ولغتها، وتثمين كلّ التّشريعات التي تقوم على حماية وتعميم واستعمال العربيّة في كلّ المَحال. 

5/3ـ الاستثمار في المَنظومَة التّربويّة العربيّة، وفي مَرحلة القاعدة لضمان الإشباع اللّغويّ، والاستفادة مِن الدّول التي استثمَرت في الجيل الجديد، وضمَنَت الرّفاهيّة في كلّ مَجال، ويكفي أن نقرأ عن تلك التّجارب النّاجحة لكلّ مِن: فنلندا+ كوريّة الجنوبيّة+ سنغافورة+ ماليزيا+ إيسلندا+ السّويد+ اليابان+ المَجر... التي أوصلت المَدرسةُ شعوبَها إلى صِفر فساد في كلّ شيء. إنّها العربيّة التي تحتاج إلى تدريس إجباريّ ورفيع مَع تاريخ الحضارة العربيّة الإسلامِيّة، بتبنّي استراتيجيّة تعليمِيّة تُعزّز القيَم الدّينيّة والأخلاقيّة، لمُحاربة النّسيان، ووضع سياج علميّ آمِن لما تضخّه لغة العولمَة في عقول شبابنا بالعمَل المُمَنهج على طمْس هويّتهم الدّينيَّة والحضارة الشّرقيّة، ولا يُمْكن تحقيق ذلك إلاّ بحسن تدريس العربيّة وتاريخ العرب، وبالمَنهج المُوحّد وفق التّدرّج في المَراحل التّعليمِيّة، وأن تكون هناك أهداف مَرسومَة يتمّ تبنّيها ومُتابعة تنفيذها مِن خلال أصحاب القرار في وطننا العربيّ والإسلاميّ. وأن يحصل تعزيز الانتماء اللّغويّ والهُوياتيّ لذواتنا وخصوصياتنا اللّغويّة، وهو واجب مُقدّس في عصر العولمَة، ويكون في بالنا بأنّه ليس لنا لغة بديل إلاّ العربيّة المُشتركة، هي الماضي والحاضر والمُستقبل، وهذا ما يحتاج أن يكون في الكتاب المَدرسيّ العربيّ. وهذا يؤدّي بي التّركيز على تبليغ العربيّة للنّاشئة في أعلى تجلّياتها، وهذا ما توفّره المُحافظة على صفاء اللّغة العربيّة، والعمَل على سيرورتها وانتشارها في عمَليات التّواصل اللّغويّ. فهذا جانب مِن جوانب المُحافظة على لغة القرآن الكريم، وهو الرّابطة التي تُوحّد بيننا فكرًا وقيمًا ومَشاعرَ، وكذلك المُحافظة على ثقافة العربيّة في كلّ فنّونها، بالعمَل على نشْر روائع الثّقافة العربيّة وقيمِها الإنسانيّة، بما للعربيّة مِن روائع عالمِيّة أبدع فيها شعراؤنا وأدباؤنا وقصّاصونا وفنانونا ومَسرحيونا، ولهم باع كبير في حسن استخدام اللّغة العربيّة الأمّ الفصيحة.

5/4ـ الارتقاء بالعربيّة مِن خلال لغة الإعلام والصّحافة والمَسرح والفنّون والمُناظرات وخُطب الجمُعة والأيام العالمِيّة القارّة المُمَجدة للّغة العربيّة، وضرورة الاحتفاء باللّغة الأمّ، واليوم العالميّ للرّياضيات والمَنطق والفلسفة، واليوم العربيّ للغة الضّاد، واليوم العالميّ للتّنوّع الثّقافيّ، واليوم العالميّ للتّرجمة، واليوم العالميّ للّغة العربيّة. 

5/5ـ الاعتزاز اللّغويّ بالمُواطنة اللّغويّة؛ وهو الطّريق الصّحيح والسّليم في الحفاظ عليها، وجعْلها في مَصاف اللّغات الأولى، وبخاصّة عندما تكون الأبحاث العِلمِيّة مُسايرةً للتّطوّر اللّغويّ، إلاّ أنّ الأبحاث العاليّة غائبةٌ عن لغتنا لغياب الابستيمولوجيّة المَعرفيّة في دراسة اللّغة العربيّة، وهذا دور مَراكز الأبحاث ومَخابر اللّغات، والمُؤسّسات العامِلة على الرّفع مِن سويّة العربيّة في سوق اللّغات، وإغنائها بالمُصطلحات في آخر ما تعرفه اللّغات الجاذبة مِن تقدّم وسبق وإنتاج. 

5/6ـ مِن مَسؤوليّة المَجامِع ومُؤسّسات التّربيّة التّنادي لصالح العربيّة، والحفاظ عليها، والدّفاع عنها بالقوّة النّاعمَة في هذا الظّرف المَشهود له بالعولمَة التي لا ترحم لغة مِن اللّغات. ولا بدّ أن يكون الحرصُ عليها فرضَ عيْن، والدّفاعُ عن الهُويّة والانتماء العربيّ الإسلاميّ كذلك فرض عين، مِن مَواقع أقوى تأثيرًا واتّصالًا.

5/7ـ عدم مُعاداة العولمَة، بل مِن الضّرورة التّماهي فيها مِن أجل تطوير لغتنا في المَجال التّقاني والاستفادة مِن لغات الأقطاب؛ حيث العِلْم يوجد في ثماني لغات، وكلّها في صالح العيش مَع التّنوّع الثّقافيّ والعلميّ، وبقدر لغات المَرء يكثر نفعه، ولكن المَقام العَلِيِّ للّغة الأمّ. ومِن الضّروريّ التّعامُل بشجاعة حضارية وثقة مَع الألسن الأخرى، ومَنْح اللّسان العربيّ حقّه لإظهار عبقريته في احتواء المَجالات التّكنولوجيّة والطّبيّة والمَعلوماتيّة. ويقول (نبيل علي) "... مِن الضّروريّ أن تكون اللّغة في مَوقع الصّدارة، وهو ما يُفسّر لماذا تحتفي مُعظم الأمَم حاليًا بلغاتها القومِيّة، وتُعيد النّظر إليها مِن الصّفر، وتُقيم مَعاهد البحوث المُتخصّصة لدراسة علاقة هذه اللّغات بتكنولوجيا المَعلومات... ويبرز هذا الوضع الجديد مَدى حدّة أزمَتنا اللّغويّة: تنظيرًا وتعليمًا مُعجمًا ومصطلحًا. ولا شكّ في أنّ أزمَتَنا تلك سوف تتفاقم تحت ضغط المَطالب المُلحّة لعصر المَعلومات، واتّساع الفجوة اللّغويّة التي تفصل بيننا وبين العالم المُتقدّم كناتجٍ فرعيٍّ لاتّساع الفجوة التّكنولوجيّة المَعلوماتيّة". 

5/8ـ تنشيط العربيّة في الشّابكة، وإغناء المُحتوى الرّقميّ بأـبحاث عربيّة جادة تضمَن لنا الوجود في النّشر الإلكتروني، وفي المَجلات العالمِيّة على غرار Scopus و Science et Vie ومَجلات بالعربيّة مثل: العلم، تعريب الطّب، مَجلة العلوم...

5/9ـ العودة إلى مَسار تجسيد سيرورة التّعريب المَرحليّ بصورة حديثة، وبمَنهج جديد يُوافق مُعطيات الحاضر، وتفادي الفشل والوهن الذي حدث في ما مَضى مِن تلك التّجارب. وهنا وصفات بدائل ناجحة يمْكن تقديمُها، ولها ضمان نيْل المَطلوب بيُسر ونجاح.

5/10ـ ضرورة توظيف التّقانات الحديثة في تدريس العربيّة، وفي تبليغها لغير النّاطقين بها، واستغلالها في تطوير البرمَجيات والمِنصّات بمُحرّكات بحث عربيّة تكون سهمًا ناجحًا في عمَليات التّحديث المُنتظر وقد يعود بنا الزّمَن إلى يوم تكلّمَت فيه العربيّة بالعلوم. 

5/11ـ الاهتمام النّوعيّ بالتّرجمَة الذّكية باستغلال الذّكاء الصّناعيّ للّحاق بمَنتوج الحضارة الحديثة وعدم الرّكون إلى التّرجَمَة الشّخصيّة؛ فهي بطيئة جدًا، ولا يُمْكن أن تُلبي مَطالب العصر بتاتًا. ولهذا علينا بناء مَناطيق ذكيّة مِن خلال آلات جبّارة Datacenter تُسهّل عمَليات التّرجمَة والبحث وبما تقدّمُه مِن بدائل في المُصطلحات واللّغات الوظيفيّة. 

5/12ـ استغلال شبكات التّواصل الاجتماعيّ، ومُرافقة الشّباب في دردشاتهم وتواصلهم، والعمَل على إرشادهم عبر البثّ الضّوئي/ Podcast الذي يجب أن تستثمِرَه المُؤسّسات المَجمَعيّة، أو الإذاعات المَجمَعيّة على غرار فِعْل مَجمَع اللّغة العربيّة الأردني، وهو فعْل نبيل نُبارك هذا السّبق اللّغويّ العامِل على جماليات اللّغة العربيّة وتحبيبها من خلال ذلك الفريق الذي يقوم على أحسن تأديّة. وهو نوع مِن التّداول والاستعمال للعربيّة مِن السّهل المُمْتنع، وعلينا قلْب المَوازين لصالح الفصحى مِن خلال تفاعلنا مَع كلّ مَواقع التّواصل الاجتماعيّ. 

5/13ـ الاستثمار في المَشاريع الكبرى، وينتظرنا المُحتوى الرّقميّ الذي نحلّ به الكثير مِن القضايا التّقانيّة وهي مِن مُتطلّبات المَسْح الضّوئي/ OCR والعربيّة تعيش مُضايقات في هذا الجانب، رغم أنّ الكثير مِنها قد تَحَلْحَلَ، ولكن هناك رهانات أخرى تنتظرها، وهذه التّقانات تتطوّر في كلّ يوم، فما مَوقع العربيّة ونحن لا نستثمِر فيها. وهي دعوة لأصحاب رؤوس الأمْوال في ضخّ أمْوالهم في المَردود الماديّ والمَعنويّ؛ وبذلك يضمَنون بقاء أسمائهم خالدة وهم رموس، وسيبقون بأثارهم العلمِيّة في الاستثمار في لغة القرآن؛ وهو شرف أيّما شرف. 

5/14ـ دعم المَشروعات القومِيّة والمُبادرات ذات العلاقة بالحيازة اللّغويّة، وهندسة العربيّة، على غرار المُعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة/ المَوسوعات الكبرى/ مَشاريع الأتمَتة/ دوائر المَعارف/ المُحتوى الرّقميّ/ المُحللات الصّرفيّة+ النّحويّة+ المُدقّقات اللّغويّة+ المُشكّل الآلي/ الكتابة في مَشاهير علماء العرب ورواد النّهضة والفكر في الماضي والحاضر... وكلّ هذا يتربّى عليه هذا الجيل بمُسمّى "إن أحسن اللاّحق فإنّ الفضل للسّابق". وهناك أفكار كثيرة ذات العلاقة بالتّرجمَة ووضع التّشريعات التي تعمَل على الرّفع مِن سويّة العربيّة، وبتضافر جهود الوزارات المَعنيّة. 

5/15ـ الإكثار مِن مِثل هذه المُلتقيات والنّدوات والمَحافل المَجمَعيّة التي تُبدّد الكثير مِن القضايا العالقة وتحلّ الصّعوبات، وتلتقي الأفكار، وتُقترح الإصلاحات، وتتفادى القطيعة المَعرفيّة، كما تلتقي المُيولات الفكريّة مَع التّوجّهات الفلسفيّة الحديثة والتي تولي اهتمامًا شديدًا بأمور اللّغة تنظيرًا واستخدامًا. 

ـ الخاتمَة: هي جُمْلة المُقترحات التي نرفعها لكم، وبعضها تحتاج إلى فريق عمَل، ولكن ليس بماء البحر الذي لا يُشرب، بل هي مِن البساطة والسّهل والمُرابطة العِلمِيِة، وبالعمَل مِن أجل المُنافسة اللّغويّة الأجنبيّة التي علينا ركوبها، والدّخول في رهان الكسب بأنّ لغتنا ستنال اليانصيب بما لها مِن إمْكانات ماديّة ويكفي أن تكون مَحلّ ثقّة وتدريس ومُمارسة عالمَة مِن خلال المَخابر اللّغويّة والتّقانيّة، وستصل إلى حلّ التّحدّيات والأخطار التي تُضايقها. ويبقى السّؤال العلميّ الذي يَعْلِق بها وهو رهان (عِلمِيّة العربيّة) في هذا المَخاض التّقني، وهي تعاني الفَقْر التّقانيّ؛ وهو سؤال نريد مِن فقهاء اللّغة ومِن رجال المَعلومِيات أن يجيبونا عن هذا الفَقْر، وكيف نسدّ ثغراته، ويلحق سؤال آخر يتعلّق بعالمِيّة العربيّة؛ فهل مِن المُمْكن أن تُصبح العربيّةُ لغةَ الغدّ/ إسپرنتو اللّغات/ Esperanto. وإنّ المُؤشّرات تقول بأنّها مِن بين اللّغات المُرشّحة لتكون Lingua Franca وهذا مَكسب في لغتنا الحيّة، لغتنا العظيمَة بما لها مِن مَقدرة ذاتيّة، وتحتاج فقط إلى حركة لوجستيكيّة تعبويّة مَلموسة مِن قبلنا جميعًا، وسوف نصل إلى مَرحلة الابتكار. وهذه هي التّعبئة والهبّة المَطلوبة مِنّا في الوقت الحاضر الذي نحتاج إلى إعلامٍ قويّ جيّد يستعمِل الفصاحة في أعلى تجلّياتها وإلى مُؤسّسات مَجمعيّة مَرجعيّة عمادها التّفاني في خدمَة اللّغة المُشتركة (العربيّة الفصيحة).